الاسلاميات

قلعة ألموت

احجز مساحتك الاعلانية
كتب – رياض حجازي
 
– تقع هذه القلعة في حصن جبلي موجود بوسط جبال البرز أو جبال الديلم جنوب بحر قزوين في مدينة (رود بار) بالقرب من نهر شاه ورد. تبعد حوالي 100كم عن العاصمة طهران في ايران الحالية .. ما تبقى من الحصن هو الخراب فقط.
* بناء القلعة:
– قلعة آلموت تقع على قمة جبل تسمى ألـه آموت (آموخت) وتعني بالفارسيه عش العقاب أو (عش النسر) وبني الحصن حوالي عام 840 وعلى ارتفاع 2,100 متر. وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل من وإليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة), لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.
– هذه القلعة بنيت في وقت قديم لا أحد يعرف تاريخ بنائها وتقول بعض الروايات ان الذي بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء هذا الملك كان ذاهبا في رحلة صيد مع جماعته وكان يأخذ معه الصقور والنسور المدربة علي الصيد وفي اثناء اطلاقه لاحد النسور علي احدي الطرائد ارتفع هذا النسر الكبير الجارح وحط علي صخرة هائلة صخرة ضخمة هذه الصخره تعتلي احدي قمم جبال تسمي البرج وجبال البرج هذه في الشمال الغربي من إيران ولذلك قرر هذا الامير ان يبني القلعة علي هذه الصخرة وسماها (ألوه أموت) أو ألموت ومعناها عش النسر.
– كانت الصخرة التي بنيت عليها قلعة ألموت هائلة ولكي تعرفوا مناعتها وصعوبة الوصول إليها فهي ترتفع عن سطح البحر بـ 6 الاف قدم اما القلعة نفسها ترتفع عن قاعدة الصخرة التي بنيت عليها بمئات الاقدام انظروا الي الحصانة والمناعة ولا يمكن ان تصل الي هذه القلعة الا عبر ممر ضيق ومتعرج شديد الانحدار وهذه القلعة ايضا بهذه المناعه والحصانه والوعورة تسد مدخل وادي مغلق طول هذا الوادي قرابه الـ 48 كلم وعرض هذا الوادي قرابه الـ 5 كلم والوادي هذا صالح للزراعه.
– جددها حاكم علوي عام 860، وبقيت في أيديهم حتى دخلتها طائفة من الإسماعيلية ويسمون الحشاشين بواسطة أميرهم حسن الصباح بتاريخ 7 رجب 483 هـ / 4 أيلول/سبتمبر 1090 فطرد الحاكم منها، وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهبي.
– القلعة ذات حصانة ومناعة لا تخطر علي بال انسان ولما استولي عليها حسن الصباح دخلها ولم يخرج منها الا بعد ان هلك بعد 35 عام وأخذ اتباعه يستولون علي كثير من القلاع المنيعه لكي يتخذوها مراكز لبث سمومهم حتي بلغ عدد هذه القلاع في اخريات ايام دولة الحشاشين أكثر من 100 قلعة وهذه القلاع كانت في غاية التحصين ولكن القلعه الام كانت هذه القلعة قلعة ألموت …
اذن من هذا المكان الحصين اتخذ هذا المجرم مركزه الدموي وفي هذا الوادي المغلق والذي لا يمكن الوصول اليه الا عن طريق قلعة ألموت المنيعه وبعض المنافذ الوعرة جدا ….
– يقول ابن الأثير: أن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يضلهم فلما رأى قلعة ألموت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في اغوائهم ودعاهم في السر واظهر الزهد ولبس المسح فتبعه أكثرهم والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه يجلس إليه يتبرك به فلما أحكم الحسن أمره دخل يوما على العلوي بالقلعة فقال له ابن الصباح : اخرج من هذه القلعة فتبسم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض اصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان واعطاه ماله وملك القلعة وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهب..
– وهناك قصة أخري يذكرها برنارد لويس في كتابه الحشاشون عن كيفيه إستيلاء حسن الصباح علي قلعه ألموت يقول :
كانت القلعة في يد علوي آخر يدعي مهدي كان قد منحها له السلطان السلجوقي (ملكشاه بن ألب أرسلان) ،وأعد حسن الصباح خطة محكمة للاستيلاء علي قلعة ألموت فقد استقر في دمغان وأخذ يرسل الدعاة للعمل في القري المحيطة بالقلعة ثم – كما يقول في شذرات ترجمة حياته – (( ومن قزوين أرسلت الدعاة مرة أخري إلي قلعة ألموت … وأمكن كسب بعض الرجال في القلعة للعقيدة الإسماعيلية بواسطة الدعاة وهؤلاء حاولوا تحويل العلوي صاحب القلعة نفسه وتظاهر هو بأنهم كسبوه الي جانبهم ولكنه بعد ذلك تحايل علي إرسال جميع المتحولين إلي الخارج ثم أغلق أبواب القلعة وقال إنها تخص السلطان وبعد مناقشات كثيرة سمح لهم بالدخول وبعد ذلك رفضوا أن ينتفذوا أوامره بالخروج مره أخري )).
وبعد أن نجح حسن الصباح في زرع انصاره داخل القلعه غادر قزوين إلي مشارف ألموت حيث مكث مختبأ بعض الوقت إلي ان تمكن أنصاره من تهريبه سرا إلي داخل القلعة وظل فتره أخري من الوقت متخفيا داخل القلعة ولكن شخصيته لم تلبث أن أميط عنها اللثام في الوقت المناسب وتحقق المالك القديم للقلعة مما حدث ولكنه أسقط في يده ولم يستطع أن يفعل شيئا لوقف مجري الأحداث أو تغييرها وسمح له حسن بمغادرة القلعة وأعطاه – طبقا لقصة يوردها المؤرخون الفرس – مبلغا قدرة 3000 دينار ذهبي ثمنا للقلعة .
وبذلك أصبح حسن الصباح سيدا لقلعة ألموت ولم يغادرها مرة واحده من دخوله حتى وفاته بعد ذلك بخمسه وثلاثين عاما كما لم يغادر البيت الذي يقيم فيه داخل القلعة سوي مرتين اثنتين وفي هاتين المرتين صعد فقط الي سطح البيت ! ويقول رشيد الدين (( أما بقيه الوقت حتي وفاته فقد أمضاه في قراءه الكتب وكتابه كلمات الدعوة وإدارة شئون مملكته ))
* القلعة الآن:
يوجد منها الآن حوالي بقايا خرائب بالجوار لـ23 مبنى كانت مكتبات وحدائق بقيت تلك الطائفة موجودة حتى دمرها هولاكو وهو في طريقه لغزو بغداد بتاريخ 15 ديسمبر 1256. كانت القلعة حصينة جدا، لكن ركن الدين خورشاه وهو آخر أمراء الحصن استسلم بدون قتال على أمل أن يرحمهم هولاكو وهو مالم يفعله، فقد دمرها بالكامل.
في عام 2004، حصل زلزال قوي في المنطقة فخرب ما تبقى من الجدران الآيلة من الحصن.
 
المصدر
التاريخ الكازب
برنارد لويس كتابه الحشاشون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى